متطوعات
متطوعات
متطوعات
متطوعات
-A +A
أحمد سكوتي (جدة) ASKOTY@
لم يكن تلويح وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ باستثمار المتطوعين السعوديين في الحرب ضد كورونا أمرا جديدا في السعودية، التي لطالما ترجم أبناؤها الشباب «ذكورا وإناثا» واقعا جديدا في ساحة العمل الميداني واستنفار طاقاتهم في خدمة المجتمع.

ولا يختلف اثنان على أن الكادر الطبي المتخصص في السعودية يلعب حاليا الدور الرئيسي في المواجهة الحقيقية ضد وباء كورونا، ويبلون بلاء حسنا، ويخاطرون بالغالي والنفيس في إسعاف الحالات والتعامل مع حالات الاشتباه وفحص المخالطين، وعلاج المصابين.


لكن السعودية التي بدأت مبكرا في التعامل مع مكافحة كورونا بإجراءات أكثر صرامة وجدية، عكست حرصها الحقيقي والقوي لحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها والزائرين لها، وضعت في حسبانها كل الخيارات والسيناريوهات، في إطار الجدية والمرحلية، لأنها تعرف أنها تواجه عدوا شرسا لا يهادن أحدا، ومازال غامضا على كل العالم، لذا فإن الأسلحة يجب أن تكون جاهزة بإستراتيجية واضحة خطط لها منذ وقت مبكر، لذا فإن السلاح الآخر في تلك المكافحة ربما يكون هم المتطوعون.

فالسعودية بفضل من الله دولة شابة فتية، لديها من المقومات ما يختلف عن غيرها من الدول، إذ إن فئة الشباب (الفئة العمرية من 15-34 عاما) يمثلون 36.7%، وهي أعلى نسبة لنظيراتها في دول العشرين الـ G20، إذ أقرب دولة هي المكسيك ولا يزيد معدل الشباب على 33.3%.

وربما لا يعرف الكثيرون أن 16.8% من السعوديين ساهموا بشكل أو بآخر في العمل التطوعي، ونفذوا ما متوسطه 52.2 ساعة خلال الـ 12 شهرا السابقة لمسح «العمل التطوعي 2018»، الذي أجرته أول مرة الهيئة العامة للإحصاء في يونيو الماضي 2019، ولعل في اتساع رقعة المتطوعين سواء عبر الكشافة أو غيرهم في مواسم الحج خير دليل على مدى الجاهزية لهؤلاء في كل المحافل، خصوصا أنه كانت هناك الكثير من التحديات في أكثر من موسم ونجح الجميع في تخطيها بفضل من الله ثم بالمنهجية التي تم التعامل معها.

إذا كانت الدولة وضعت في نصب عينيها أمن وسلامة المواطن والمقيم على أراضيها، فإنه حتما ستفعل الخيارات وفق المتطلبات وبمنهجية لكل فعل ردة فعل، بلا إفراط أو تفريط، لكنه يمكن القول بوضوح أن الجاهزية في أعلى مستوى، والرهان على الوعي الشعبي والاستجابة لكل التوجيهات.